قصتان رائعتان......... صداع الشاى ...الانسان

صداع الشاى
صداع يجتاحه.. برد يتغلغل في خاصرتيه يغوص عميقاً حيث تسكن نفسه
بادر بالقول
- أماه لدينا شاي؟
- بقى من فطور يوم أمس. بعض قطرات تكفي لنصف قدح
- الم يتبقى من عشاء ليلة البارحة قطعة خبز
- نعم بقيت لكني اعطيتها لقطتنا فقد كانت تئن
- نحن نتحمل ياام.... فماذنبها
لو سمحتي أريد شاياً فلا حاجة للخبز عند الصباح
- يا ولدي...لانملك السكر.
- الم يتبقى من الحصة شيء
- الذي بقي بعته اليوم واشتريت بصلاً من اجل الغداء..فهو ارخص ما يباع
- مالحل اذن في صداعي اماه
- مازلت املك تمراً من نخلتنا
- اجلبيه
جلسا معاً ونصف قدح من شاي البارحه..يمضغان التمر ويحتسيانه بدل السكر
في البعيد موائد عامرة
لطغاة وأهلهم.....وملايين من شعب طيب يموت

انسان

عينان يلمعان..شعر اسود..وجه رسمته السنين بحذق..يجلس وحيداً
تغطي أصابعه..ألوان..لكنها محدودة.احمر..اسود...اصفر..بني
شاب في مقتبل العمر
يفترش قارعة الطريق وإمامه صندوق.عليه زخارف وعلامات
أشاهد..اناس تاتي اليه كل يوم..وتقف بانتظاره وهو يرسم..يدخن بشراهة
احياناً يدمدم بلحن واخرى يغني بصوت منخفض..اغلب مايردده كلمات حزينة
احس الكبرياء ترتسم في وجهه
يصرخ في وجه اشخاص..ويبتسم في وجوه اخرى ويداه تتحركان بخفة
انتظرت حتى فرغ من الشخص الذي امامه اقتربت.
- السلام اخي.
- اهلا كيف حالك؟
هذه اول مرة. تزورني وتأتي. اشاهدك دائما وانت تمر سارحاً وابتسم بسؤال لنفسي...مالذي يشغلك؟
- مانحن به...ماعشناه ونعيشه
- لالا يااخي لاتعطهم مايريدوه اياك..توسم خيراً بالغد..وكن واثقاً مهما كان يبقى جميل
- ليتني املك..تفاؤلك
- يااخي اكره الراديكاليه والرأسمالية.. اكره الاشتراكية والفوضوية.. الطوباوية ومتصنعي الكلام الحذق..اصحاب الشعارات الفارغة والمتلونون...
امقت المبدا الميكافيلي..وتقتلني مصطلحات العولمة
اعشق النقاء والطيبة واحترم الانسان..اصاب بالجنون. حين أشاهد ظلاً يسمونه رجلاً والرجولة بعيدة عنه بعد الرجولة عنه
اطردهم ان جاؤا الي
- من هم ياصديقي؟
- كل من باعنا وخاننا من غدرنا واستباح دمنا..من تصنع البطوله وهو فار،
من عاش بخير ومات اهلي لانهم طيبون فهموا معنى العراق فملؤوا باجسادهم المقابر..وجندوا بغبائهم دولاً كي تمزقنا..وهربوا في كل مكان حين بدأت الحرب الجديدة..التي لم اعد اتذكر رقمها
مازالوا الى الان يظنوا انهم رجال صدقوا كذبهم..والتحقوا بركبهم الجديد
اميزهم مهما تلونوا واعرفهم حتى ان صمتوا...
- أفكارك لاافهمها
- أتعرف روحاً اسمها العراق؟
- العراق بلدي وبه أعيش
- لن تفهمني مادمت إلى ألان تظنه بلداً ستفهمه مع الوقت...ياصديقي
انتهى من عمله..مددت يدي لجيبي أعطيه حقه..ابتسم قائلاً
حين تفهمه ارجع
كي نكمل حديثنا.....هذه المرة لن اخذ ثمناً...
ابتعدت عن مكانه وسرت سارحاً.... سمعته يغني..ويصرخ على أناس مازلت تعيش.تتلون...لم تكن كإصباغه... بل كانت نفوس بألوان
إلى ألان لم استطع إن استوعب ما قاله...ومازال كل يوم
في مكانه يلمع الاحذيه ويرسم فوق صندوقه
احمر..اسود...اصفر...بني...
ويدندن بلحن حزين

مشكورين على المرور

قصتان رائعتان......... صداع الشاى ...الانسان C3yw0xgk3o2kpuuo8ecw

_________________